تحميل عيون الأدب - السنة الثانية من التعليم الثانوي - الجزء الثاني
حجم الملف: 5 750 Ko
نوع الملف: (PDF)
اغتنم الفرصة، واكتسب معلومة جديدة
نبذة عن الذُرة
الأوربيون الأولون الذين عرفوا حبوب الذرة الضخمة سمّوها قمح تركيا أو قمح الهند أو قمح إسبانيا. وكانت هذه التسميات كلها خاطئة: فمع أن الذرة قد دخلت أوربا عن طريق إسبانيا، إلا أنها قدمت من أميركا الجنوبية، وقد حملها من هناك فاتحو العالم الجديد الأولون.
ظهرت الذرة في أوربا حوالي سنة 1520. ولقد وجدت تلك الحبوب الصفراء التي زرعت في التربة الإسبانية أرضا ومناخا موافقين صالحين لنموها. ولم يمر وقت طويل حتى إكتشف الإسبانيون والبرتغاليون من جديد طرق تحضير الطعام من الذرة كما عهدها "إنكا" البيرو: فكانت الذرة المسلوقة، وكان كعك الذرة وخبزه.
في مطلع القرن الثامن عشر، اجتازت الذرة جبال البرانس، وانتشرت زراعتها في جنوبي – غربي فرنسا. وبعد مرور قرن، ثم انتشارها في جنوب البلاد حتى حدود "برغونيا". ذاك أن المناخ لم يسمح للذرة بالإمتداد إلى ما هو أبعد ناحية الشمال. ولم يتيسّر لزراعة الذرة أن تنتشر في أوربا بأسرها، إلا في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين، إذ أستوردت من أميركا الشمالية أصناف هجينة منها.
لحبوب الذرة أوجه استعمال متعددة: فهي، إذا قشرت وسُحقت في المطاحن، استطاعت أن تُعطي النشا والشكر وبالتالي الكحول، بالإضافة إلى السميد والدقيق (المايزينا) والزيت والكسب الذي يقدّم علفا للحيوانات.
في القرن التاسع عشر، كان موسم الذرة الفاشل يُعتبر كارثة في جنوب – غرب فرنسا: ولقد بلغ اهتمام المزارعين بالذرة في هذه المنطقة حدّا بعيدا حملهم، حوالي سنة 1840، على تفضيل مقايضة قمحهم بما يساويه من وزن الذرة...
