تحميل Production écrite-السنة الثالثة,-الثلاثي الأول-01
حجم الملف: 481 Ko
نوع الملف: (PDF)
اغتنم الفرصة، واكتسب معلومة جديدة
نبذة عن الرحلة السوداء
منذ ولادة السيارة، والمباريات تقام لإمتحان المحركات، ومقارنة بعضها ببعض، وتطوير قدراتها. وبالإضافة إلى سباقات السرعة والإحتمال، تمّ تحقيق إنجازات مدهشة على مسالك وخطوط سير صعبة. كان أبرز هذه العمليات اجتياز القارة الإفريقية للمرة الأولى عام 1924.
كان باني السيارات الكبير، "أندريه سيتروان" يتمنى اختبار مناعة سياراته وتصرف محركاته، في ظروف صعبة غير ملائمة، فعزم على تجربتها على مسار وعر مضن من رمال الصحراء، والغابة العذراء، والمناخ الاستوائي... وهكذا أجريت التجربة الأولى في الصحراء الإفريقية الكبرى، بين "توغرت" و"تمبكتو"، من كانون الأول 1922 إلى كانون الثاني 1923. اعتمدت السيارات المخصصة لهذه الرحلة، محل العجلتين الخلفيتين العاديتين كشاطا متحركا من المطاط يمنع السيارة من التورّط في الرمل: كان ذاك اختراع "أدولف كبفريس" وقد عرف بإسم "السيارة المزنجرة".
غادرت "كولون – بيشار" في 28 تشرين الأول 1924، ثماني سيارات مزنجرة مهمتها الوصول إلى نهر "النيجر" واتباع مجراه في اتجاه الشرق حتى "تشاد"، ومنه إلى "بنغي" و"أوغندا". غادرت الحملة "بنغي في كانون الثاني 1925، وقد انقسمت فريقين: فريق اتجه شطر الجنوب وبلغ "الكاب" (رأس الرجاء الصالح)، في أوّل آب، وفريق سار شطر الشرق فمرّ على مقربة من "بحيرة فكتوريا" و"جبل كليمنجارو"، فبلغ المحيط الهندي في "ممباسا"، بتاريخ 16 أيار 1925. هذا الفريق الذي قاده "هارت" و"أودين – دبريل" حقّق نجاحا واسع الشهرة: ذاك أن أجهزة السيارات قاومت تجارب قاسية جدا، فرضتها عليها الدروب والمناخ وطول الوقت. وما لبث الفريقان أن إلتقيا في "مدغشقر" فاحتفلا بنجاح تلك الرحلة المدهشة، عبر القارة السوداء.
