تحميل الإيقاظ العلمي-السنة الثالثة-الثلاثي الأول-07
حجم الملف: 412 Ko
نوع الملف: (PDF)
اغتنم الفرصة، واكتسب معلومة جديدة
نبذة عن الاستغوار وإنجازاته
أوّل مستغور هو رجل الكهوف. فبعدما اكتشف رجل المغاورة فجوة عميقة في الصخر، كان عليه أن يتغلّب على الخوف، ليستكشف تحت الأرض مأوى ممكنا أمينا يحميه الاعتداءات الخارجية.
على ضوء المشاعل والسرج ذات الشحم الحيواني، أقام بعض أجدادنا الأبعدين مساكنهم في المغاور والكهوف، وزيّنوا الجدران أحيانا بالنقوش والرسوم، كما هي الحال في "لاسكو" في فرنسا، حيث خلّفت لنا أجيال ما قبل التاريخ مشاهد مصورة من حياة البشر الأوّلين وأعمالهم.
إن الكشف المنظم عن تلك المغاور والكهوف، بغية الكشف عن آثار تلك الإنسانية البدائية، لم تبدأ حقا إلا في القرن الثامن عشر. ومن أسماء المستغورين الأوائل – ومعلوم أن هذه التسمية لا ترقى إلا إلى أواخر القرن التاسع عشر – يجدر التنويه باسم العالم الطبيعي الألماني "أنجين – إسبر"، الذي نقّب في مغاور "موزندورف" في "بافاريا"، منذ عام 1774، فاكتشف مجموعات من عظام بشرية وحيوانية عائدة إلى زمن ما قبل التاريخ. بعد سنة 1840، زار النمسوي "شميت"، طوال سنوات عدة، الدهاليز والمغاور الواقعة في يوغسلافيا اليوم. أما المسغور الفرنسي "مرتل" (1859-1935)، فقد اكتشف وتفحّص بئر "باديراك"، بالإضافة إلى مئات الكهوف في أنحاء العالم كلها، فاعتبر عن حق أب علم الاستغوار.
من إنجازات المستغورين المعاصرين، يمكن أن نذكر: الهبوط إلى أعمق من 1.000 متر تحت الأرض، في هوّة "برجي" في مقاطعة "الإيزير"، وفي هوّة "بيار سان مرتان" في جبال "البيرينيه"، واكتشاف مئات الكيلومترات من الأنفاق التحت أرضيّة في "التكساس".
